Tous les articles par GHARBI

إن الله يأمر بالعدل والإحسان (3)

الحمد للهِ ولا نحمد أحدا سواه والشكر لله ولا نشكر أحدا غيره ونشهد أنه الله أمرنا بإتيان مكارمِ الأخلاق ونهى مطلقا عن سيئها فقال جل في علاه في سورة النحل، سورةِ النِّعَم:

ونشهد أن حبيبنا وإمامنا محمدا عبدُ الله ورسولُه، حين سُئِلَ عن أكثرِ ما يُدْخِلُ الجنَّةَ قال كما رواه ابن ماجةَ عن أبي هريرة:

أما بعد فلا زلنا نقتفي أثر تلك الآية العظيمة وكنا قد انتهينا إلى ذكر النهي عن الفحشاء والمنكر ولم نخض في النهي عن البغي تاركين إياه لهذا اليوم المبارك. البغيُ أصلٌ من أصولِ المفاسد مثلُه مثلُ الفحشاءِ والمنكر، بل هو ضربٌ منهما كبير، خَصَّهُ تعالى بالذكر لخطورته وضرورةِ الاهتمام به عملا على اجتنابه أولا وسدا لذريعةِ وقوعه أو الوقوع فيه! فما معناه يا تُرى؟ إنه الاعتداءُ في المعاملة، إما اعتداءٌ مجانيٌّ بذهاب أحدهم إلى غيره فيأخذ له حقَّه ظلما وعدوانا وتجبرا، فقط لأنه يحب ذلك وهذا جرمٌ محرمٌ وصاحبه مغضوبٌ عليه لا محالة ما دام مرابطا في طغيانه. وإما بمجاوزةِ الحدّ عند مقابلةِ السيئةِ أو الذنب المرتكب كالإفراط في المؤاخذة، قال تعالى محذِّراً منه:

وهذا يدل على أن مِنَ التقوى تركَ البغيِ عند الغضب وإرادة ِ الانتقام. فمن استطاع التخلي عن الانتقام بالمرة فبها ونعمة؛

ولله الحمد والمنة. الحمد لله والصلاة على رسول الله. إن مما ينبغي التنبيهَ إليه بهذا الخصوص، إذ يغفل عنه كثير من الناس فيقعون فيه من غير شعور وهو خطير إرادةُ الذب عن الشرف فتأخذ الإنسانَ العزةُ بالإثم فينتقم بأشد وجوهِ الانتقام مريدا بذلك إظهارَ قوته وما هو قادر عليه! « ألا تعرف من أنا؟ » فلا إله إلا الله، ومن تريد أن تكون؟ إنما أنت بشرٌ مثلُ كلِّ البشر تدخلُ المرحاضَ كسائرِ البشر وخرجتَ من مجرى البول مرتين مرةً من مجرى أبيك والأخرى من أمك فاركُن واعرِف قدرك وإياك والتكبر فإن رسولَ الله حذَّر منه أيما تحذير حين قال:

ثم إن من أعظم البغيِ الاعتداءَ على أحكامِ الله بالعمدِ إلى تغييرها والبحث عن الحد من تنزيلها، بينما ربنا تعالى يقول:

ثم أخيرا وَاصَلَ الله توجيهاته من آية الأمر والنهي التي يقال إنها أجمع آية في كتاب الله، وَاصَلَ بقوله تعالى وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَلَعَلَّنَا نترك التفصيلَ فيه للأسبوع المقبل بحولِ الله، فاللهم اغفر لنا والحمد لله.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان (2)

الحمد للهِ ولا نحمد أحدا سواه، والشكر لله ولا نشكر أحدا غيره ونشهد أنه الله، أمرنا بإتيان معاليَ الأخلاق ونهى مطلقاً عن سَفَاسِفِهَا فقال جل في علاه في سورة النحل، سورةِ النِّعَم:

ونشهد أن حبيبنا وإمامنا محمدا عبدُ الله ورسولُه، حين سُئِلَ عن أكثرِ ما يُدْخِلُ الجنةَ قال كما رواه ابن ماجة عن أبي هريرة:

أما بعد فلا زلنا نقتفي أثرَ تلك الآيةَ العظيمة وكنا، بعد ذكر ما توجب عن الإحسان والعدل، قد وقفنا عند الأمر فيها بإيتاء ذي القربى وهو نوعٌ خاصٌّ من أنواعِ الإحسان والعدل المأمورِ بهما. وإنما ذُكر هذا النوعُ اهتماما، لكثرة ما يغفَلُ الناس عنه ويتهاونون بحقّه. قال تعالى مذكرا بشأنه واستجلابا لتفعيله:

وفضلُ صلةِ الرحم وخطر قطعِها معلومٌ لدى الخاص والعام فلا حاجة للتذكير بهما علما بأن النصوصَ الواردةَ فيهما أكثرُ من أن تحصى ولعل الفرصةَ تُتاح قريبا للتفصيل في ذلك. ثم إن اللهَ تابع القولَ واعظا بالنهي عن الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ إذ هي أصولُ المفاسد. فأما الفحشاءُ فاسمٌ جامعٌ لكلِّ عملٍ أو قولٍ تستفظعه النفوس، فاعتقادُ أن القرآنَ ناقصٌ فحشاءٌ كبير وكلُّ خُلُقٍ بذيءٍ مشينٍ أيضا فالقتلُ فحشاءُ وكذا السرقةُ والقذف وغصبُ المال والحِرابةُ والزنا واللواطُ والميسرُ وشُرْبُ الخمر وما إلى ذلك. كل هذا من الفحشاءِ وينبغي محاربتُه والضربُ على يد كل من يسعى لنشره وإشاعته في صفوف المؤمنين:

وأما المنكر فبعدَ الاستراحة والحمد لله. الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه. المنكرُ هو كلُّ ما لا يروق النفوس المعتدلة وتكرهه الشريعة الغراء ويأباه العقلاء من بني الإنسان الفضلاء من فعلٍ أو قولٍ أو عمل، ومنه ما حَدَّثَ عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم حين قال فيما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه:

فالكلام عن أحكامِ الله بدون علمٍ من القيلِ والقال المنهيِّ عنه وهو من أعظم المنكر الذي ظهر في هذا الزمان. والجدالُ في صلاحيةِ أحكام الله ووجوبِ تصحيحها من كثرة السؤال التي يُبْغِضُها اللهُ تعالى وهو منكرٌ لا غبار عليه. وأما الإنفاق على البرامج الفاسدة والمنتوجات الهدامة فمنكر حرام بواح نشكو ضره لمن نرجو منه الفوز والفلاح. فاللهم اغفر لنا والحمد لله.