Vivons avec le Coran! (Enfin, la Génisse)

L’histoire de la génisse est une preuve évidente de la Sollicitude divine dont ont pu jouir les enfants d’Israël à l’époque de Moïse. Elle montre la constance dont Allah a fait preuve à leur égard (66) :

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً

66. Et lorsque Moïse eut dit à son peuple :« certes Allah vous ordonne d’immoler une génisse ! ».

Il s’agit d’un usage selon lequel, quand un meurtre avait lieu et que le coupable n’était pas connu les sages du village se retrouvaient près de l’oued et sacrifiaient une génisse. Ils trempaient par la suite leurs mains dans l’eau et considéraient avoir lavé le sang par le sang, retournant ainsi chez eux l’esprit serein. Moïse leur suggéra d’immoler une génisse pour le meurtre qui sera conté plus loin. Le seul fait de leur avoir dit que c’est Dieu qui a donné l’ordre aurait dû les pousser à s’exécuter. Mais la foi nécessaire à ce type d’acquiescement n’était pas là, et comme à l’accoutumée, ils ne purent se priver de répondre avec arrogance (66) :

قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُؤاً

Ils (le peuple de Moïse) dirent :« nous prends-tu en moquerie ? »

Ils le traitèrent de manque de sérieux et si on veut leur chercher une excuse on peut dire qu’ils n’ont pas bien compris le lien entre un meurtre le sacrifice d’une génisse. Ils oublièrent qu’en face d’eux il y avait un prophète qui ne pouvait se permettre de tenir des propos ayant trait à la plaisanterie ou à la moquerie. Sa réponse n’en fut qu’immédiate et pleine de fermeté. Dieu dit :

قَالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (66)

Il (Moïse) dit : « qu’Allah me garde d’être du nombre des ignorants !

Cette réponse supporte, à la fois, le ton du vif reproche et celui de l’exhortation comme pour leur signifier qu’ils allaient devoir réviser leur compte et savoir, une fois pour toutes, qu’il était grand temps pour eux de se montrer logiques. Que le Seigneur soit loué et nous agrée. Amen.

دع عنك الكذب والخيانة

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى حيث لا ينبغي الحمد إلا له ونشكره جل وعلا إذ الشكر كله له ونشهد أنه الله الذي لا إله غيره ولا معبود بحق إلا هو، زكى بصر نبيه الكريم فقال ما زاغ البصر وما طغى وزكى فؤاده فقال ما كذب الفؤاد ما رأى وزكى لسانه فقال وما ينطق عن الهوى ثم زكاه في عقله فقال مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وكذلك فعل بجميع جوارحه وأعضائه إلا أنه حين أراد أن يزكيه كاملا لخص كل تلك التزكيات في أعظم ما كان فيه r فقال جل جلاه وتقدست أسماؤه:

وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا ومعلمنا وإسوتنا محمدا عبدُ الله ورسوله، أخبرت عنه أمنا عائشة حين سئلت عن خلقه فقالت:

كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ

أما بعد فمع الخطبة الرابعة عن نداء الإيمان الوارد في سورة الحديد الذي دعانا فيه ربنا للإيمان برسوله (اتقوا الله وآمنوا) ذاك الإيمان الذي قلنا عنه إنه يتمثل في اتباعه r واقتفاء أثره والنهل من سلوكه. فإذا كان رأس الاتباع متمثلا في إقام الفرائض كما بينا في الخطبتين السابقتين فاعلم أن عين الاتباع يكمن في التخلق بأخلاقه والاتصاف بصفاته والعمل على امتثال سلوكه سواء بفعلِ ما كان يفعله أو يأمر بفعله أو تركِ ما كان يكرهه أو ينهى عن إتيانه. وأولُ ما ينبغي حثُّ أنفسنا عليه من الأخلاق الخلقان العظيمان اللذان عرف بهما الحبيب المصطفى منذ نعومة أظفاره وهما الصدق والأمانة. فقد كان r يدعى بالصادق الأمين حتى قبل أن يبعثه الله رحمة للعالمين والحمد أولا وآخرا.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه وآله ومن والاه. أما الصدق أيها الإخوة الكرام فهو من سادات الأخلاق التي لا يجوز لمسلم التخلي عنها سواء مع نفسه أو مع غيره من الناس بله مع الله تبارك وتعالى. فالصدق هو مفتاح التقوى التي بها يدخل الإنسان في رضى ربه. قال تعالى:

وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدۡقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُو۟لَـىِٕكَ هُمُ الۡمُتَّقُونَ

جعلنا الله وإياكم منهم. والصدق هو قول الحق وفعله ودرء الكذب والزور والغش بكل ما أوتي الإنسان من قوة، فإذا لم يستطع أن يكون صادقا مئة بالمئة فلا أقل من أن يكون متحريا له لا يفارقه ديدنه تماما كما جاء في الحديث الصحيح عن الصادق الأمين:

إِنَّ الصِّدْقَ بِرٌّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ فُجُورٌ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ

أما الأمانة فكانت تاجا فوق رأس الحبيب صلى الله عليه وسلم . حتى ألدُّ أعدائه كانوا يَدَعُونَ ودائعهم عنده صلى الله عليه وسلم ليقينهم بأنه لن يخونها أبدا. فما بال المسلمين في هذا الزمان قد تغيروا عن هذا النهج العظيم. هناك من يقتل بعد أن يعطي الأمان لضحيته وهناك من يسرق وهناك من يخون كأن الأمر لم يعد ذا أهمية تذكر أو كأنه أصبح هو الأصل في المعاملة حتى أمسى الخائن ذكيا والسارق عملاقا والغادر مغوارا بينما الحبيب r يقول:

يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ

أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ

فاللهم إنَّا نسألك بأسمائك الحُسنى وصفاتك العلى أن ترحمنا وتغفر لنا وتردنا إليك ردا جميلا اللهم أصلح أقوالنا وأعمالنا في سِرِّنا وعَلَانِيَتِنا اللهم وانصر ولي أمرنا وأقر عينه بولي عهده والحمد لله رب العالمين.