Rôle de la mosquée (suite et fin)

دور المسجد (تتمة)

الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى ونشكره ونشهد أنه اللهُ لا إله غيره أمرنا بإقامة المساجد على التقوى والحرص على المكث فيها فقال:

لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ


ونشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا رسولُ الله حث على صلاة الجماعة في المسجد والجلوسِ فيه فقال:

صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا،وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ

إن للصلاة في المسجد عباد الله قيمةً فكريةً وتأثيرا عميقا في النفوس مما يخول لها وللمسجد الذي يُؤويها دورا هاما في تربية الناس ودعوتهم إلى إصلاح دواتهم والرقي بالمجتمع إلى ما هو أسمى. ولقد عرف رسول الله  حقيقة هذه القيمة فكان أولُّ مشروع فكر فيه حين استقر بالمدينة المنورة أن بنى مسجدَه العظيم الذي يؤمه اليومَ ملايينُ المسلمين. ولقد فَتَحَ هذا المسجد أبوابه لمختلف الأجناس والطبقات وفسح صدره للمرأة وللرجل على حد سواء مما مكن المرأة من حضور الجماعة بكل حرية ومن الجلوس لتعلم العلم لا يمنعها من ذلك أحد.. فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:

كَانَتِ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ تَشْهَدُ صَلَاةَ الصُّبْحِ وَالْعِشَاءِ فِي الْجَمَاعَةِ فِي الْمَسْجِدِ فَقِيلَ لَهَا: لِمَ تَخْرُجِينَ وَقَدْ تَعْلَمِينَ أَنَّ عُمَرَ يَكْرَهُ ذَلِكَ وَيَغَارُ، قَالَت: وَمَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْهَانِي؟ قَالَ: يَمْنَعُهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ

فإذا كانت الصلاة في المسجد تحمل كل هذا الفضل والأجر فلماذا لا نعمد إلى إشهارها وتحبيبها للناس بإبراز مزاياها.. وإنما هي فقط فكرة مطروحة للنقاش. فكما تُشْهِرُ شركة موادَّها التجارية لأنها راجية بذلك أرباحا مادية وفيرة وهو حق مشروع ما دام ليس فيه كذب ولا زور أفلا يحق لنا أن نفعل نفسَ الشيء بالصلاة وعمارة المساجد علما بأن الربح المرجو من ذلك لا نظير له؟! فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها وعن والديها عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا

فما بالك بالصلاة المكتوبة والجلوسِ في المسجد لطلب العلم والتعلم؟
فمتى يا ترى يرفع أحدنا بصره إلى لوحة من لوحات الإشهار المنتشرة هنا وهناك فيجد إشهارا للصلاة عوض إشهار للميسر أو شيء من هذا القبيل.. وما ذلك على بعزيز؟
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وبحديث سيد الأولين والآخرين ويرحم الله عبدا قال آمين.

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمينَ وبعد.. إن من إقامة صلاة الفرض أيها الناس أن نعمر بها المساجد..

إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ

وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ قال: سَأَلتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّمَا أَفْضَلُ: الصَّلَاةُ فِي بَيْتِي أَوِ الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ؟ فقَالَ عليه الصلاة السلام:

أَلَا تَرَى إِلَى بَيْتِي مَا أَقْرَبَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَلَأَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفّ

اللهم صل على هذا النبي الكريم والرسول العظيم وآله وصحبه
اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِا مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لَنَا وَتَوَفَّنا إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لَنَا، نَسْأَلُكَ يا ربنا خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ والسِّرِّ والعَلَنِ وَنسألك كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا وَنسألك الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى وَنسألك لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ الكريم وَنسألك الشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ العظيم. اللهم إننا نَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَمِنْ كل فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ وَاجْعَلْنَا يا رَبَّنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ.
اللهم إنا نسألك لول أمرنا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى فقد أمر بإحياء دَور المسجد وفتحه في وجه العلم والتعلم من خلال ندائه لإصلاح الشأن الديني. اللهم سدد خطاه وثبت مسعاه واجعل رضاك في كل ما يرضاه. اللهم نور قلبه بالإيمان وصدره بالقرآن وبصيرته بالحق والإحسان.
اللهم انصر من نصر الدين واخذل كل من خذل الإسلام والمسلمين والحمد لله رب العالمين.